...موقع أخبارى...بيجيب فى سيرة الناس؟؟

الثلاثاء، 4 فبراير 2014

حوار مع الفنانة اللبنانية بولين حداد: من حق المظلوم أن يثور على واقعه الأليم وان يحلم بالتغيير..

لطالما سعى الإعلام إلى تصدير صورة غير عادلة عن الفنانات اللبنانيات بصورة عامة مما ساهم في تكريس مفهوم خاطئ لدى الكثيرين اعتمادا على معطيات بعضها مجانب للصواب وبعضها الأخر صائب ولا أبالغ إذا قلت أن ضيفتنا اليوم الفنانة اللبنانية بولين حداد تمثل الوجه المشرق للفن اللبناني بثقافتها العالية وبالمثالية التي رسختها منذ بدايتها الأولى ..في هذا الحوار الشيق مع نجمة تسير بخطى ثابتة نحو القمة سنتحدث عن توهج الدراما اللبنانية وعن نظرتها للمقاومة والجدل الدائر حول سلاحها  وهي البطلة في عمل يؤرخ لها.. وعن عشقها اللا متناهي لخشبة المسرح وهي المخرجة والكاتبة المسرحية المبدعة و التي تراها الأصل ومصدر “الأضواء” الأساسي وهي التي لا تنجدب إليها كثيرا  وهي من  أسرت اغلب بنات جيلها.. كل هذه التفاصيل وغيرها الكثير في هذا الحوار التالي: المتتبع للدراما اللبنانية  يلاحظ طفرة لا باس بها على صعيد الإنتاج..آنت كفنانة لبنانية على صلة مباشرة بالأمر كيف تقيمن حصيلة هذا الموسم تحديدا؟ وهل فعلا الأمور  تسير من حسن إلى أحسن؟

فعلا إن الأمور تسير من حسن إلى أحسن وأتمنى أن تعود الدراما اللبنانية إلى أمجادها أي  إلى ما قبل الحرب اللبنانية وبرأيي أن المواضيع التي تتناولها الدراما اللبنانية حاليا باتت أعمق واشمل بمعنى أنها لم تعد لبنانية محض بل ممكن ان يتفاعل معها جمهورنا في الدول العربية كما انّ كلفة انتاج الاعمال اصبحت ضخمة ويصرف عليها لتكون بمستوى الاعمال العربية، فالمشاهد الذي يتابع مسلسل لبناني بات يصدّق ويتفاعل مع ما يراه، كما انّ اشتراك ممثلين او  مخرجين عرب في اعمالنا فتح لنا ابواب المحطات الفضائية فتعرف علينا المشاهد العربي في اي بلد كان وأصبح وجودنا محبب على الساحة الدرامية وهذا ما لاحظناه هذا الموسم تحديدا فكان هناك اقبال جماهيري على المسلسلات اللبنانية التي عرضت خلال شهر رمضان المبارك واتمنى ان تزداد وتيرة الانتاج اللبناني في المواسم القادمة لكي يصبح عنا صناعة دراما فعلية كسابق عهدنا.
ـ في ذات السياق ولو انه سؤال تقليدي ماذا ينقص الدراما اللبنانية لتسير على منوال الآخرين كسوريا ومصر وحتى دول الخليج مثلا ؟ علما أن الفنان اللبناني مطلوب بشكل كبير للعمل في الخارج؟
ـ كنّا نعتقد انّ الممثل اللبناني تحديدا غير محبب عند الجمهور العربي وانّ لهجتنا اللبنانية ثقيلة على مسمعه ولكن اتضح لنا ان ما كان ينقص الممثل اللبناني هو وضعه في الاطار الصحيح اي ابتداءا من عملية الكاستينغ للشخصية التي سيؤديها في القصة المتسلسلة دراميا بطريقة مشوّقة الى الاخراج وادارة هذا الممثل لاظهاره بصورة فنية مبدعة  التي لا تكتمل الّا اذا توفرت الظروف الانتاجية الملائمة، بالمختصر ان ما كان ينقص الدراما اللبنانية لتسير على منوال الأخرين هو ان تكتمل كل العناصر لانجاح العمل بدءا من موضوع القصة الى اختيار المخرج المبدع والتقنيين الملائمين للعمل، الى اختيار الممثلين الفعليين (وليس كل من طلع عبالو يمثّل) ومن ثم ان لا يقصّر الانتاج لاخراج العمل في احلى حلة. وطبعا عملية تسويق العمل والدعاية والاعلان عنه مهمة جدا لجذب اكبر عدد من المشاهدين ومتى اعتاد الجمهور العربي على سماع لهجتنا في الدراما اكثر فأكثر ستصبح لهجة طبيعية بالنسبة اليه تماما كما حصل مع الدراما السورية أو الخليجية… وسيصبح الممثل اللبناني من جهة  والدراما اللبنانية من جهة أخرى مطلوبين ايضا في الخارج. وقد يكون ايضا المطرب اللبناني خير مثال على ذلك فالأغنية اللبنانية كانت ولم تزل محببة كثيرا في وطننا العربي مما زاد من طلبها
وانتشارها،  مما يعني انه لا خوف على انتشار الدراما اللبنانية ان زادت الثقة بها ونجاح هذا الموسم خير دليل على ذلك وانا شخصيا شعرت بذلك اذ وردتني رسائل تهنئة من اشخاص من كافة الدول العربية وحتى من دول الاغتراب.
ـ  لنعرج قليلا على السياسة مادمنا كعرب محكومين بها وهي قدرنا الذي لا مفر منه.. ما هي النظرة التي تحملها بولين حداد إلى المقاومة وفكر المقاومة؟ وهل لذلك انعكاس على مشاركتها في مسلسل “الغالبون”؟ وهل آنت متفقة مع الذين يطالبون بنزع سلاحها؟
ـ بالحقيقة انا لا احب السياسة ولا اتعاطها ولكن كما قلت نحن العرب محكومين بها ولكن برأيي نستطيع ان نفرّ منها وان نكون على قدر المسؤولية والوعي والّا ننجر للفتن والحروب الاهلية التي ذقنا منها ألأمرين. أما عن المقاومة فأنا مع مقاومة أي محتل او معتد على أرضي..هذا وطننا ملكنا ويحق لنا الدفاع عنه حتى الموت. ولعل مشاركتي في مسلسل الغالبون هو لتجسيد صورة المرأة المقاومة لاي معتد عليها وعلى شرفها وعلى عائلتها وعلى وطنها. اما بموضوع السلاح فأتمنى أن يأتي يوم تنزع فيه كل الاسلحة وتفنى ويعم السلام في العالم كلّه ولكن طالما هناك عدوّ موجه سلاحه صوبك ويعتقد أن بإمكانه استباحة أرضك، لا بدّ من مقاومته.
ـ الملاحظ كما سبق وذكرت أن الفنان اللبناني مطلوب للعمل في الخارج.. ما رأيك بهذه الخطوة ؟علما أن لك تجارب سواء في سوريا وحتى الخليج وإيران؟ هل تضيف لرصيد الفنان أم تنتقص من قيمته؟
ـ هذه خطوة اجابية جدا ، تضيف  التجارب على رصيد الفنان وتساعد على انتشاره ويتعلم الممثل ان يمتثل لعدة اساليب اخراجية وايضا على إتقان لهجات ولغات مختلفة.. فأنا مثلا تكلمت الفارسية في فيلم ايراني “الموت الابيض” والمصرية في مسلسل “الشحرورة” وغيرها… وان تشارك في أعمال من توقيع مخرجين مهمين يزيد ايضا من الطلب عليك كممثل. كما وان انتشار أعمال الممثل تساهم في انتشار اسمه وزيادة محبيه والمتتبعين لاعماله، مما يزيد ايضا من نجوميته والطلب عليه.
ـ برأيك هل يحظى الفنان اللبناني  بما يستحقه من اهتمام مقارنة مع الآخرين؟  إعلاميا اقصد.
ـ نعم أعتقد ان الفنان اللبناني يحظى بما يستحقه اعلاميا تماما كالآخرين ولكن الممثل اللبناني تحديدا لم يكن يحظى بمثل هذا الاهتمام سابقا” نظرا الى قلة الاعمال الدرامية وعدم تسويقها في الخارج ولكن بدأ الامر يختلف مع تطور الدراما والسينما اللبنانية وكان لنا السنة تحديدا الرصيد الاكبر في الاعلام العربي وحتى الغربي مع تميّز بعض الاعمال ومشاركتها في المهرجانات الدولية. وأنا شخصيا أتمنى على الاعلام ألا يسلّط الضوء فقط على فنانين معينين اذ نلاحظ أنّ بعضهم يتصدر دوما المجلات وشاشات التلفزة ولو لم يصدر لهم أي عمل جديد، أظن ان رسالة الاعلام أيضا فتح الفرص امام كل فنان والى اي مجال انتمى لكي يتعرف الجمهور عليه وعلى فنه أكثر.
ـ كمخرجة مسرحية كيف تستطيعين التوفيق بين العمل في المسرح وكلنا يع أزمة المسرح العربي عامة وبين المشاركة تلفزيونيا علما أن الأخير أضواءه عادة ما تكون عنصر جذب قوي لأي فنان؟
ـ أجمل الأضواء أضواء المسرح! خشبة المسرح تعطي شعور مختلف تماما… ،هناك لا تبحث عن أضواء الشهرة فحسب بل  عن بريق في عيون أناس يتفاعلون مع كل همسة او حركة لك مما يزيدك نورا واشراقا… كمخرجة مسرحية ايضا يسعدني ان أرى هذا الخيط الضوئي بين الممثل والمشاهد وهدفي ان ارسمه بالطريقة الفنية الصيحة ليتفاعل معه المتلقي اكثر فاكثر!  أننا كلنا نعي أزمة المسرح عامة”، في زمن العولمة هذا، ولكن واجبنا كمخرجين مسرحيين أن نحافظ على مكانة وأهمية ودور المسرح في بناء ثقافة المجتمعات وهذا ما أطالب به تلاميذي ايضا في صفوف المسرح. لذا أتصوّر أنّ شغفي بالمسرح هو ما يجعلني استطيع التوفيق بين العمل فيه وبين العمل في التلفزيون والسينما وان كان طريق الشهرة اسهل من خلالهما. وقد يكون انشغالي بتأليف واخراج المسرحيا والتدريس ما قلل من مشاركاتي التلفزيونية ولكنه فتح لي ايضا فرصة
الاختيار النوعية على الكمية.
ـ العالم العربي على صفيح ساخن ثورات وصراعات هنا وهناك ..هل آنت متفائلة بهذا الربيع العربي؟ وأين يكمن ويتجلى دور الفنان والمثقف هنا؟
ـ كل من عاش أو يعيش القمع والبطالة والفقر والظلم من حقه أن يثور على واقعه الأليم و يحلم بالتغيير… إنسانيا” ومن هذا المنطلق لا أستطيع إلا وأن آمل أن تحقق هذه الثورات تطور إيجابي لواقعنا العربي … مع الأسف الأمور ليست دوما” هكذا و هناك العديد من الإعتبارات السياسية الإنتهازية في كثير من الأحيان.. كفنانة و كإنسانة أولا” لا يمكنني إلا أن أرفض الظلم و أن أختار الإنحياز لل “إنسانية” دون أن ننسى طبعا” الدور المهم لكل مثقف و فنان بالدعوة إلى رفض العنف والتقسيم و الطائفية و غيرها مما يؤدي إلى الحروب والإنقسامات في مختلف المجتمعات.
ـ مستقبل أفضل للدراما اللبنانية؟ وماذا عن جديدك الفني؟
ـ أكيد، انا متفائلة جدا أما عن جديدي الفني،جديدي اصوّر حاليا بمدينة الكويت المسلسل الرمضاني الجديد “كعب عالي” نص للكاتب محمد احمد حسن والمخرج خالد الرفاعي وإنتاج شركة ” لوغو ميديا “اجسد فيه شخصية ديما، أباها كويتي والام لبنانية عاشت طوال حياتها في لبنان ولكنها قررت فجأة ان تترك كل شيء هناك وتعود لوطنها الكويت مع أختها بعد أن عانت في زواجها السابق وخوفا من ان يسرق طفلها الحامل فيه وهناك تتطور الأحداث مع الأبطال الآخرين في المسلسل  وحاليا يعرض لي على شاشة ” البي سي” و”الدي سي “مسلسل شوارع الذل إخراج ايلي معلوف كتابة لورا خباز وفيفيان أنطونيوس وإنتاج فينيكس برودكشن وسبق وعرض لي في رمضان الماضي مسلسلي لعبة الموت إخراج الليث حجو وسأمر البرقاوي كتابة ريم حنا إنتاج شركة سامة ومسلسل قيامة البنادق نص محمد النابلسي إخراج عمار رضوان وإنتاج مركز بيروت الدوليوأيضاً حاليا مشارك في مهرجان الفجر السينمائي في طهران فيلم شهاب من نور من بطولتي وبطولة النجم الإيراني أمين زندكاني والنجم اللبناني باسم مغنية وإخراج إسلام لو وأتمنى أن يوفقني الله لأختار ما هو الأنسب لي وأكون دوما على قدر ثقة ومحبة الناس لي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق